محمد خميس جمعه الاداره مؤسس المنتدي
كيف تعرفت علينا : الياهو علم اــدوله : النوع : عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 02/06/2020
| موضوع: بيوت القاهرة المملوكية طرز معمارية فريدة السبت 27 يونيو 2020, 21:51 | |
| بيوت القاهرة المملوكية طرز معمارية فريدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يعد من أهم مميزات عصر دولة المماليك التي حكمت مصر والشام والحجاز طوال 3 قرون من بعد انتهاء الخلافة العباسية "الأيوبية" في" 648هـ/1250م" إلى بداية الحكم العثماني لمصر"923هـ/1517م"، كثرة المباني والمنشآت، ذات الخصائص المعمارية والفنية الفريدة والمميزة لتلك الحقبة التاريخية المهمة، التي تقدر بـ136 مبنى، من مدارس وبيوت ومساجد وحمامات وخانات وأسبلة ووكالات ومستشفيات وغيرها.
- مهرجان القاهرة الأدبي ينطلق من بيت السحيمي
يرجع مصطلح المماليك وجذورهم -كما تقول علياء عكاشة في كتابها "العمارة الإسلامية في مصر"- إلى "هم مجموعة من العبيد الذين اشتراهم الأيوبيون من بلاد الترك وآسيا الوسطى بغرض تجنيدهم وضمهم للجيش الأيوبي، ولهذا تربى المماليك تربية عسكرية معزولة فأصبحوا جنودا أقوياء ورجالا شجعان صدوا الخطر المغولي عن مصر والشام، وينقسم تاريخ المماليك إلى قسمين: المماليك البحرية وحكموا من 1250م-1382م، ومن أشهرهم "محمد بن قلاوون" و"ركن الدين بيبرس"، وعصر المماليك الجراكسة وحكموا من 1382م-1517م، وعددهم 23 سلطانا، منهم"المؤيد شيخ"، و"الظاهر برقوق"، و"الأشرف برسباي"، وآخر سلاطينهم هو "طومان باي"، وتميز عصر المماليك بأنه عصر البناء، حيث تركوا ثروة معمارية كبيرة لم يتركها أي من العصور الإسلامية الأخرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] القيم الإسلامية للبيوت المملوكية: تعتبر البيوت الإسلامية نموذجا مميزا للعمارة، وفقا لعكاشة التي تقول: رغم كونها عمارة غير دينية فهي معمار ينبع من العادات والتقاليد الإسلامية، فقد حرص المهندس المسلم على تخطيط المنزل بما يناسب حرمة بيت المسلم، فصمم مدخله حيث يستطيع من في الداخل أن يرى الخارج وليس العكس، كما احتوى البيت على صحن تطل عليه غرف المنزل من خلال طراز خاص من الشبابيك المصنوعة من الخشب المفرغ يسمى "مشربيات"، وهي تصنع بهذا الشكل حتى لا يتطلع الزوار على خصوصيات البيت المسلم". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أهم العناصر المعمارية في البيوت المملوكية:تحتوي البيوت المملوكية على العديد من العناصر المعمارية المميزة، حيث يقول الدكتور شوكت محمد لطفي بقسم العمارة كلية الهندسة جامعة أسيوط في بحثه "العمارة الإسلامية في مصر"، إن أهم العناصر هو استخدام "المدخل المنكسر"، وهو عبارة عن فراغ يفصل بين الـداخل والخـارج، ويحفـظ للـداخل حرمتـه وخصوصيته، ويؤدى إلى الفناء المكشوف وباقي عناصر المسكن، كما هو موجود في منـزل قايتباي الذي أنشاه السلطان المملوكي الأشرف أبوالنصر قايتباي عام 1485م، حيث استعمل الفناء المكشـوف علـى تلطيـف المناخ الداخلي، وتوفير الخصوصية لأهل المسكن، حيث تطل عليه عناصر المسكن المختلفة". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كما يعد تصميم "المشربية" التي تستخدم في تغطية الفتحات الخارجيـة والفتحـات المطلة على الفناء لتوفير الخصوصية الفراغات الداخلية، و"القاعة" ليناسب حركة الهواء، وكذلك يوجد جزء أوسط يسمى "دور قاعة "وهو الصحن نفسه ولكنه مسـقوف، وتقع على جانبيه الإيوانات نفسها التي تطل على الصحن. كما تميزت البيوت بوجود ما سمي بـ"المقعد"، وهي شرفة تطل على الصحن للجلوس فيها صيفا، وأيضا ما يسمى بـ"ملقف الهواء"، عبارة عن سقف مائل مترفع مموج لاستقبال الرياح البحرية ودفعها إلى حجرات البيت، ويعد مقعد الأمير "ماماي السيفي" من أكبر مقاعد البيوت الإسلامية بالقاهرة، وهو أحد كبار أمراء السلطان قايتباي عام 901هـ/1469م، وكان المقعد ملحقا بالقصر تجاه الجهة البحرية، حيث يمكن الاستمتاع فيه بنسيم الهواء في حر الصيف".[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من أهم النماذج المعمارية للبيوت المملوكية في القاهرة التي تتوفر فيها عناصر العمارة المملوكية المتميزة "قصر بشتاك" الذي أنشأه الأمير" سيف الدين بشتاك الناصري"، أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون الأثري، ويعود تاريخ إنشائه إلي عام 740هـ/1339م. و"قصر الأمير طاز" الذي أنشأه الأمير"سيف الدين طاز بن قطغاج"، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، في الفترة ما بين 1343-1345م، وكذلك بيوت "وكالة الغوري" التي أقيمت في عهد قنصوة الغوري سنة 909هـ/1504م، التي تضم 29 منزلًا يتم الوصول إليها عن طريق سلم حجري. وبيت "زينب خاتون" ويرجع تأسيسه إلى عام 1486م على يد الأميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون. ويتضح من هذه المميزات المعمارية للبيوت المملوكية في القاهرة التاريخية المهارة والإبداع، وحسن التصميم، وتطور العمارة المملوكية، ودقة تفاصيلها النادرةكمال الدين سامح.ازدهرت وتطورت عمارة الدور والقصور في العصر المملوكي، واثرت عدة عوامل في تصميمها وهي المناحية والاجتماعية، والدينية. كانت الغرف تبنى حول فناء مكشوف بوسطة نافورة لتلطيف الجو لارتفاع درجة الحرارة معظم فصول السنة، وفي القاعات الكبيرة ابتكر البناء المسلم في وسطها ما عُرف في العمارة الاسلامية اسم " الُدرقاعة" وهي مساحة مربعة كانت تفصل بين ايواني القاعة، وجعل بسقف القاعة فوق الدرقاعة قبة من الخشب تسمى شخشيخة بها فتحات صغيرة تسمح بدخول الهواء. ظهر في البيوت والدور المملوكية وحدات وعناصر معمارية جديدة مثل الملقف الذي كان يُستخدم في الاسقف لادخال الهوار البارد إلى القاعات والغرف. كما ظهرت المشربيات المصنوعة من الخشب الخرط، وكانت تستخدم لتبريد المياه في أواني الشرب، وتخفيف حدة أشعة الشمس الداخلة إلى البيت، وحجب نساء البيت عن أعين المارة بالشوارع. كان واجهات البيوت المملوكية بسيطة بها نوافذ عالية بعيد عن أعين المارة وراكبي الأبل وكانت تسد بالمشربيات المصنوعة من الخشب الخرط، كما ظهر المدخل المتكسر في البيوت والمنازل لحجب من يجلس في فناء البيت عن أعين الداخلين اليه. وفي الغرف الداخلية حول الفناء كانت النوافذ والفتحات واسعة لتحريك الهواء وتبريده داخل البيت. كما ظهر في البيوت المملوكية المقعد الصيفي. ومما يدل على ازدهار الحياة الاجتماعية في عصر المماليك شيوع وجود القاعات الكبيرة الواسعة في البيوت. تكوين البيت المملوكي: من مميزات البيوت والدور المملوكية تقسيمها إلى قسمين أساسيين.. أحدهما بالطابق الأرضي كان مخصصاً للرجال ويسمى السلاملك لاستقبال الزوار واقامة الحفلات. والقسم الثاني في الطابق العلوي خاص بنساء البيت ويُسمى الحرملك، وكان لنساء البيت مداخل ثانوية لا يستخدمها الرجال تؤدى إلى الحرملك. وفي بعض البيوت كانت توجد ابواب خفية تعرف باسم باب السر تؤدى إلى دهاليز يخرج منها رب الدار وأهل بيته في أحوال الخطر أو اقتحام البيت. كانت الادوار الأرضية تُبنى عادة من الأحجار التي كانت تجلب من تلال المقطم.. وتبنى الادوار العليا بالطوب وتصنع الأسقف من عروق الخشب. وفي البيوت المملوكية الكبيرة والقصور كان يوجد مقعد في الدور الأول يواجه الشمال يشبه إلى حد كبير ما يعرف في القصور الايطالية باسم " لوجيا" عبارة عن فراندة كبيرة مكشوفة يستخدمها رجال البيت. ولم يتغير كثيرا تخطيط بيوت وقصور القاهرة في العصر العثماني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نبذة عن المنازل وبيوت السكنى من كتاب القيمة الجمالية فى العمارة الإسلامية بقلم الدكتور ثروت عكاشة إن هذا الجانب من العمارة لم ينل حظا كافيا من الدراسة، ولكن الحفائر التى قام بها صمويل هيرتز فيلد فى أطلال سامراء، أمدتنا بمعلومات قيمة، وأولها أنه تواجد بها عدد كبير من هذا العمارة، التى لم تتوافر فى أى مدينة إسلامية أخرى، وذلك لأن قادة جيش المعتصم شيدوا عدد كبير من القصور والمنازل الفخمة على أراض فضاء، ولم يضطروا للبحث عن أرض فضاء وسط المدن القائمة كما هو الحال فى معظم المدن الإسلامية الأخرى، وكانت مبنية من الطوب اللبن كما كان الحال فى العمارة الدنيوية المصرية القديمة، وتحتوى على كم كبير من الزخارف والقوالب الجصية والحليات المعمارية، ولولا أنه هجرها ساكنوها بعد خرابها واندثارها فى القرن العاشر لما تخلف لنا اليوم من أطلالها شئ. ومن بقايا منازل الفسطاط تبين لنا أنها كانت تتألف من: الإيوان إيوانات تسبقها شرفات تحف بفناء مركزى مكشوف خطط بحيث يحتضن قدرا من الظل طوال اليوم.
عدد الطوابق كان لا يتجاوز إثنين أو ثلاثة بأية حال، لأن مواد البناء المستخدمة فى الطابق الأرضى لا تتحمل ثقلا أكثر من هذا. وفى مصر شيدت قصورا كثيرة منها "قصر بشتك، قصر يشبك وقاعة كتخدا وعدد كبير من المنازل مثل منزل زينب خاتون، وقصور الصعيد، وبعض بيوت المنطقة الساحلية فى الإسكندرية ورشيد، فى القرن الخامس عشر. شيدت جدران الدور الأرضى فى معظم هذه القصور والمنازل من الآجر المكسو بالحجر المنحوت. وكانت الأدوار العليا تبنى بالآجر وتطلى بالجص. استخدمت العروق الخشبية كشدادات لربط المبانى. وكانت الأدوار العليا تبرز للخارج مستندة على كوابيل من الحجر تحمل عروقا خشبية تمتد لمسافات بعيدة داخل الجدران لكى تحمل ثقل الجدران المعلقة والتى تنوء الكوابيل الحجرية وحدها بحملها. وهذه البروز شيدت لزيادة مسطح الحجرات، "تعويضا لضيق المساحة الفارغة المتوفرة فى الأراضى داخل المدينة الآهلة"، وكذلك لتنظيم أشكالها ولإضافة ظل على الشارع. وقد لوحظ أنه فى معظم المدن الإسلامية - ما عدا القاهرة- قد شيدت بتصميم متشابه فى هيكله العام حيث يراعى فيه الظروف المناخية، لتوفر الرطوبة وتقيهم الحر. وتنفرد القاهرة بين المدن الإسلامية بمجموعة كبيرة كاملة من الطرز المعمارية فى بناء المنازل تستغرق ستة قرون أو سبعة.
وكانت البيوت تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: جناح المعيشة جناح استقبال الرجال جناح الخدمة ]يشمل المطابخ والمخازن وبئر المياه إلى غير ذلك] عناصر المنزل " الصحن" الذى استخدم فى تكييف حرارة الجو، ذلك أن الهواء البارد يهبط إلى أدنى مستوى ليلا ثم ما يلبث أن يتسرب إلى الحجرات فيلطف حرارتها، ويظل محصورا بين جدران الصحن حتى ساعة متأخرة من النهار كأنه خزان للترطيب. وقد لجأ المعمارى العربى فى العهود الأولى لإحاطة الصحن بإيوانين للإستقبال، أحدهما شمالى والأخر جنوبى، لتفادى أشعة الشمس على مدار النهار، ويسبق كل من الإيوانين "مقعد"، أى شرفة مسقوفة تنفتح على الصحن، ومعظم المنازل كانت تحوى نافورة داخل صحن الدار، أو حوض ماء تنعكس على مياهه صفحة السماء التى يعشقها العربى ويتجه إليها. وفى بعض الأحيان كان المعمارى العربى يضيف "السلسبيل" إلى النافورة، وهو لوحة جدارية من الرخام مزخرفة بنقوش خفيفة البروز تحاكى صحفة الماء حين يداعبها النسيم، وتوضع مائلة قليلا فى الجدار المقابل للإيوان الرئيسى، وينساب الماء على سطحها إلى قناة يكسوها الرخام تفضى إلى حوض الماء. القاعة المندرة "القاعة" وهى تتألف من الإيوان والدرقاعة وهى البهو الذى يتصدر الإيوان. الدرقاعة الدرقاعة فى حقيقتها بمثابة صحن مسقوف تغطى أرضها بالفسيفساء الرخامية منتطمة فى زخارف هندسية بديعة، وتتوسطها أحيانا النافورة. وينخفض مستواها بمقدار درج واحد عن مستوى أرضية إيوانات الجلوس، ويتحدد مكان الدرج بالمكان الذى يخلع فيه الزائر نعليه قبل أن تطأ قدماه فاخر السجاد والبسط التى تكسو أرض الإيوانات. ويعلو سقف الدرقاعة عن باقى سقف المنزل بمنور من الخشب يحاكى قبة السماء، فيحس الجالس وهو يتطلع إلى صفحة ماء النافورة وكأنه ما زال على صلة بالسماء، ومهما بلغ إرتفاع سقف الدرقاعة فإن ارتفاع إبوابها لا يتجاوز نسب الإنسان، على عكس عمارة النهضة التى ضحى فى عمارة بعض عناصرها كالأبواب على سبيل المثال بالمقياس الإنسانى فى سبيل الإحتفاظ بالنسب الكلاسيكية المتداولة. وقد واجه المعمارى العربى فى البلاد الحارة مشكلات التهوية، والإضاءة، والإطلال على الخارج، واستقبال أشعة الشمس، وعجز النافذة وحدها عن الوفاء بحل هذه المشاكل جميعا باللجوء إلى "المنوح" أو "ملقف الهواء"، وهو طاقة مفتوحة فى السقف بأعلى الركن الشمالى للقاعة تحتضنها جدران أربعة مرتفعة قليلا مثل بئر الهواء الرطب ويودعه القاعة من أعلاها. ملقف الهواء وملقف الهواء لم يكن من ابتكار العرب ولكن سبقهم فى استخدامه المصريون القدماء فى الأسرة التاسعة عشر، واستخدمه بعدهم أهل السند. المشربية والمشربية كانت حلا موفقا للتغلب على مشكلات التهوية والإطلال على الخارج، ويخفف حدة الضوء ويحجب أشعة الشمس، فهى تملأ فتحة النافذة بمخمل من الخشب الدقيق فى شكل برامق مستديرة المقطع تعمل على توزيع الضوء والظل على بدن البرمق فى تدرج لطيف، ويرى المشاهد المنظر المقابل من خلال لوحة زخرفية كاملة. ويلاحظ أن المساحة التى تغطيها المشربية تفوق مساحة النافذة العادية وذلك تعويضا عن تضاؤل الإضاءة والتهوية معا. وتتيح الفراغات بين برامق المشربيات شأنها شأن شفافية لوحات الزجاج المعشق الملون وانفتاح النوافذ للضوء أن يتسلل عبرها فيذيب وحشة الداخل بألفة الخارج ووهجه. نظام المياه فى المنازل وعلى الرغم من أن بعض الأثريين قالو أن نظام المياه الجارية داخل البيوت لم يكن متوفرا حتى فى منازل الأثرياء، وأن السكان كانوا يستحمون فى الحمامات العامة، إلا أنه قد ثبت من الحفائر الحديثة بطلان هذا الرأى. يقينا كانت هناك الحمامات العامة وكانت تلعب دورا أساسيا فى الحياة الإجتماعية، إلا أنه لم يحل ذلك دون وجود حمامات خاصة داخل المنازل، وكانت تستخدم الغلايات لتسخين المياة والبخار لتدفئة الحمام. وكانت قنوات المياه الفخارية تتكون من أنابيب اسطوانية مختلفة المقاييس تلتصق إحداها بالأخرى بواسطة ملاط من الجير القصرمل "وهو الرماد المتخلف فى مواقد الحمامات"، وكان يتخلل الأنابيب المستقيمة التى تشكل القنوات الفخارية وصلات على شكل زاوية أو حرف للتحويل أو للتفريغ. وفيما يلى بعض الأمثلة للمنازل فى العمارة الإسلامية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بيت السنارى: بنى إبراهيم كتخدا السنارى هذا البيت فى العصر العثمانى، وهو يقع فى حارة مونج المتفرعة من ميدان جامع السيدة زينب. يتكون المنزل من طابقين، فى الطابق الأرضى عند الدخول من البوابة الرئيسية نجد فراغ المدخل "المجاز" الذى يحقق الخصوصية فى المنزل، ثم نتجه للفناء الرئيسى للمنزل عن طريق ممر طويل له فتحات شبابيك موجه ناحية الشمال، فتعمل على سحب الهواء من الفناء فتقلل من درجة حرارة الهواء داخل المنزل. يوجد تحليل شامل للفناء فى كتاب للدكتور يحيى وزيرى، يحتوى على مقارنة بينه وبين بيثين آخرين، سوف تجدوا ملخص لهذا الكتاب فى وصلة الدكتور يحيى وزيرى قسم الكتب الخاصة به. يوجد فى الدور الأرضى فراغ التختبوش، وهو فراغ له ثلاث حوائط فقط ومفتوح على الفناء الداخلى، وهو مخصص للرجال فى الصيف فى الدور الأرضى، وفى بعض المنازل الأخرى يكون التختبوش هو القاعة التى تصل بين فنائين، فتكون درجة الحرارة بها أقل بكثير من أى فراغ آخر داخل المنزل. ومن الفناء الداخلى يوجد سلم يوصلنا للدور الأول حيث نجد: المقعد: وهو قاعة للرجال صيفية تطل على الفناء ولها عقدين محمولين على أعمدة كما هو واضح فى الصور. القاعة الرئيسية: وهى القاعة الرئيسية للمنزل، وتكون مخصصة للرجال حفاظا على خصوصية أهل المنزل، وفيها نجد المشربية الكبيرة المطلة على المدخل الرئيسى للمنزل. كذلك تتصل هذه القاعة بقاعة صغيرة أخرى فيها الملقف، وكذلك قبة صغيرة، فهما معا يساعدان على سرعة حركة الهواء داخل القاعة، وبالتالى تقلل من درجة الحرارة داخلها. قاعة النساء: وهى القاعة المخصصة للنساء، ويوجد بها أكثر من فراغ صغير له شبابيك ذات مشربيات تطل على الفناء الداخلى والخارجى، فتحقق الخصوصية المطلوبة للنساء، حيث تساعد المشربية على الرؤية من الداخل وتمنع من بالخارج رؤية ساكنى القاعة، كذلك تلطف الهواء وتقلل من درجة حرارته، نظرا للمادة المستخدمة وهى الخشب، كذلك أشكالها التى تساعد على حركة الهواء بها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بيت الكريتلية الذى بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالم بن جلمام الجزار عام 1631م/ 1041هـ يعد هذا البيت وبعض الدور القليلة الباقية فى كل من انحاء القاهرة وربما فى مصر كلها من الآثار الاسلامية النادرة والثمينة فى القاهرة.. لكونها تعطى أمثلة حية على ماوصلت إليه العمارة الاسلامية من رقي وتحضر وتفنن أتسقت فيه قيم العقيدة الاسلامية مع القيم الجمالية لهذه العمارة فى ركن هام من أركان العمارة الاسلامية وهو عمارة المسكن والاعاشة خصوصا فى العصرين المملوكى والعثمانى.. وقد تعاقبت الأسر الثرية فى السكنة فى بيت جلمام الجزار حتى سكنته سيدة من جزيرة كريت فعرف منذ ذلك الحين بيت الكريتلية أو الكردلية وهو مسجل بهذا الاسم فى مصلحة الآثار. ويقع هذا البيت فى الجهة الشرقية للجامع المهيب المعروف بجامع ابن طولون وبيت الكردلية هو أحد بيتين من بيوت الأعيان يواجهان بعضهما ويعودان فى انشائهما لنفس العصر العثمانى.. والبيت الآخر هو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم يقول د. عبدالرحمن زكى الأثرى الكبير فى كتابه القاهرة.. تاريخها وآثارها: وقد نسب البيت إلى آمنة بنت سالم آخر من امتلكته والتى يظن أنها من أسرة صاحب المنزل الأول. وأما الذى قام ببناء البيت فهو المعلم عبدالقادر الحداد وهذا سنه 947 هـ / 1540 م. ويحصر البيتان على وضعهما دهليزا بينهما يؤدى إلى الباب الشرقى لجامع، ابن طولون وهو مايعرف بعطفة أو حارة الجامع والبيتان متصلان بممر أو »ساباط« فوق هذا الدهليز محمول على عقد.. وبقى البيتان وقد ساءت عمارتهما للغاية.. حتى عام 1928 حين نزعت مصلحة التنظيم ملكية هذين البيتين وأرادت هدمهما تنفيذا لمشروع التوسع حول جامع ابن طولون.. لكن لجنة الآثار العربية أعترضت على ذلك ثم بدأت فى تجديدهما واصلاح مافيهما يقول عبدالرحمن زكى ليصبحا من أبدع الأمثلة القائمة على طراز العمارة فى العصر العثمانى. أما عن سبب تسمية البيتين باسم متحف جاير اندورسون.. فيرجع ذلك إلى تاريخ 1935 حين تقدم الميجور جاير اندورسون الذى كان من بين الضباط الانجليز الذين خدموا فى الجيش الانجليزى والمصرى فى وادى النيل بطلب إلى لجنة الآثار العربية بأن يسكن في هذين البيتين على أن يقوم بتأثيثهما على الطراز الاسلامى العربى ويعرض فيهما مجموعته الأثرية النفيسة من المتقنيات الأثرية الاسلامية على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعة الآثار النفسية ملكا للأمة المصرية بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائيا.. وقد أقبل أندورسون بعد موافقة اللجنة على عرضه على تنظيم البيتين فى همة لا تعرف الكلل وأنفق الأموال الطائلة على شراء الأثاث والتحف من البيوت الأثرية ومن أسواق العاديات فى مصر وغيرها من البلدان فجمع مجموعة كبيرة من القطع الفنية التى تنتمى إلى عصور إسلامية مختلفة وأماكن متفرقة فهى من صناعة مصر والشام وآسيا الصغرى وإيران والقوقاز وبعضها تحف من الشرق الأقصى ومن الصين هذا علاوة على بعض التحف الأوروبية وبعد أن توفى أندورسون فى عام 1940 آل البيتان وما فيهما إلى مصلحة الآثار العربية التى جعلت منهما متحفا باسم جاير أندورسون. المدخل المنكسر فإذا بدأنا جولتنا من بيت الكردلية سنجد أن هذا البيت ينفرد بعناصر معمارية كثيرة ليس لكونه واحدا من البيوت النادرة المتفردة الباقية من عمارة البيوت والقصور فى الحقبة العثمانية فقط بل هو ينفرد بخصوصيته حتى بين هذه البيوت القليلة فهذا البيت به سبيل لسقاية الناس وهو ما يندر وجوده فى عمارة البيوت فالسبيل دائما كان ملحقا بعمارة دينية: مسجد أو زاوية أو رباط وفى أحيان قليلة بعمارة مدينة مثل شاهد أو مدفن أما أن يكون ملحقا ببيت فهذا نادر جدا. وسبيل بيت الكردلية يحتل زاوية الركن الأيمن الأرضى فى الدار ليطل على الخارج بشباكى تسبيل واحد على الحارة والآخر فى واجهة الدار بجوار باب الدخول الرئيسى.. من هذين الشباكين كان يناول المزملاتى أو خادم السبيل الماء لمن يطلبه.. حيث يغرف الماء من بئر عميقة توسطت حجرة السبيل.. وهى التى كانت تملأ بماء النيل العذب والبئر مبنية ومبلطة بالحجر ومقببة السقف.. أما سقف حجرة السبيل فقد كان من براطيم خشبية مزخرفة بأشكال هندسية ومازالت محتفظة بألوانها الذاهية ويقول سيد عبدالمقصود مدير عام المتحف أن السبيل كان يقدم الماء طوال الوقت طالما كانت هناك أسرة تسكن البيت بل واستمر حتى أثناء مدة الخواجة اندورسون.. وتوقف من بعد وفاته.. وهناك خطة لدى المتحف لإعادة عمل السبيل حتى يقوم بالدور الذى كان يقوم به وهو تقديم الماء لعابرى السبيل فضلا على ان يعايش الزائر للمتحف الحالة الكاملة لما كان عليه البيت قديما. ويتميز البيت بالمدخل المنكسر الذى يتشكل دركاه ـــ مساحة تلى المدخل مباشرا ـــ ودهليز يفضى إلى صحن البيت.. هذا الشكل لمدخل الدار الذى يسمى بالمدخل المنكسر والذى تميزت به عمارة البيوت الاسلامية فى العصر المملوكى والعثمانى كان تعبيرا عن الحلول المعمارية التى يقدمها مهندسو العمارة لتتسق عمارة البيت جماليا وظيفيا مع عقيدة صاحب المنزل وهى العقيدة الاسلامية فالمدخل المنكسر كان يحفظ حرمة الدار من عيون المتطفلين. صحن وفناء فإذا سلكنا إلى صحن الدار وهو فناء واسع أقرب إلى شبه المنحرف فى شكله.. تتوسطه فسقية من الرخام الأبيض النقى ذات قسط مثمن.. لمسنا تفردا آخر فالصحن هنا يشكل الايقاع والتشكيل العمرانى للبيت كله المبنى على العقيدة الاسلامية فهو يمثل الرئة بالنسبة للمنزل فكافة طوابق المنزل وقاعاته خصوصا قاعات الحرملك تنفتح عليه بدلا من الانفتاح على الخارج وهذا حفظا لحرمة البيت وساكنيه هذا فضلا على أنه يسمح بانفتاح المنزل على الداخل لا الخارج إتقاء للعوارض الترابية. مما يجعل الهواء فى البيت منعشا لطيفا خاصة إذا اختلط برزاز الماء الخارج من الفسقية التى تضفى طابعا جميلا وساحرا على المنزل خاصة أنه يحيط بها حوض من بلاط الرخام الملون يعكس زرقت السماء الصافية نهارا - حين يمتلئ بالماء - ويتلألأ فيه وجهه القمر ليلا غير أن ماءه الجاري يوفر ماء طاهرا يصلح للوضوء كل فى كل وقت. وتتوزع على محيط صحن الدار قدور برملية من الفخار تستند على أحواض من الرخام الأبيض ذات مصب يتجمع فيه الماء الرائق رشح من القدر فيروى منه أهل الدار فى كل حين. وتوزعت أيضا بين هذه القدر أصص لنباتات الزينة الجميلة. أما منافع هذا الطابق الأرضى فتتمثل فى مجموعة من الحواصل التى تتوزع على جوانبه والتى كانت تستخدم لتخزين حوائج أهل الدار من حبوب وخلافه ولذا كان لها شبابيك صغيرة للتهوية والإضاءة مغشاة بمصبعات من خشب الخرط. وتشغلها الآن مكا تب إدارة المتحف. هذا أيضا وفى خلفية الفناء أسطبل لحصان واحد. وتصعد من الطابق الأرضى على سلم يفضى بنا إلى المقعد وهو مكان فسيح ينفتح على صحن الدار بواجهة تتكون من قنطرتين معقودتين محمولتين على عمود، ومواجها الجهة الشمالية ليتلقى الهواء البارد فى الصيف.. وبذا يكون مقعد أهل الدار طوال الصيف وإن كان يستأثر به الرجال أكثر من النساء وهو من مميزات عمارة البيوت الإسلامية ويتصدره داربزين عريض من خشب الخرط أما السقف فهو من براطيم خشبية مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية مذهبة وتتوزع على جانبى المقعد خورستانات - دواليب حائطية - مزخرفة بزخارف نباتية وضعت بها بعض الآنية الزجاجية. وهى تمتاز على تنوعها بنقاء زجاجها وجمال أشكالها وألوانها ودقة صناعتها وهى منتشرة فى كافة أركان المنزل إذ يبدو أن اندورسون كان مهتما بشكل خاص بجمع الآنية الخزفية والزجاجية. إذ تشكل جزءا كبيرا ومهما من مجموعته الأثرية النفيسة التى خلفها بالمنزل.. وممايؤسف له أنه على قدر ثراء مجموعة اندورسون وشمولها على قطع أثرية نادرة ونفيسة من حيث قيمتها التاريخية والفنية.. لم تخرج إلى النور إلى الآن دراسة أثرية فنية تصنف لهذه المجموعة وتأصل لقيمتها الأثرية الفنية على الرغم من شهرة هذه المجموعة بين المجموعات التى تماثلها فى العالم إذ يشير إلى قطع منها البروفيسور »ديماند« فى كتابه الفريد »الفنون الاسلامية«. وهو من أشهر الكتب وأكثرها أهمية التى تناولت الفنون الاسلامية. السلاملك والمشربيات ومن مكاننا بالمقعد نستطيع أن نرى حطات المقرنصات التى تعطى اتساعا للطابق الأول فضلا على قيمتها الجمالية. ويمكننا أن نرى مداميك المشهر فى جدران المنزل.. والمشهر هو حلية زخرفية تستخدم فى العمارة الاسلامية وهى تلوين مداميك جدران البناء مدماك باللون الأحمر ومدماك باللون الأبيض. ونستطيع أن نرى جمال المشربيات من خشب الخرط الدقيق التى تطل على صحن الدار من كل طابق. ومن المقعد ندلف إلى السلاملك هو قاعة الاستقبالات الخاصة بالرجال.. وهى تنقسم إلى ثلاثة أجزاء شأنها شأن أية قاعة بيوت للأعيان فى العصر المملوكى العثمانى. فهناك ايوانان موزعان على جانبى القاعة ويحصران بينهما درقاعة فى الوسط - وهى كلمة فارسية تعنى الجزء المنخفض فى القاعة. وكل إيوان احتوى على شباك كبير غشى بالمشربيات المشغولة من خشب الخرط بدقة وتفنن باهرين وقد فرشت القاعة كلها بوسائد وثيرة مكسوة بالجوخ المنقوش والكسوات المخملية وتوزعت فى كا فة أرجاء القاعة طقاطيق صغيرة من الخشب مشغولة بطرز اسلامية ومطعمة بالعاج والصدف وهنا تجدر الاشارة إلى أن بيتي الكردلية وآمنة بنت سالم يعدان البيتين الوحيدين المفروشين بالأثاث من كل البيوت الأثرية قاطبة. وهذا يعطى لهما قيمة أثرية مضاعفة وقد ازدانت جدران قاعة السلاملك بمجموعة عتيقة من المسدسات القديمة ترجع إلى العصر العثمانى.. وعلى قدر بدائية كل قطعة فيها كسلاح على قدر رفعة قيمتها كقطعة فنية شغلها الصانع بمهارة يدوية وزخرفة على بدن المسدس المعدن ومقبضه الخشبى. وفى ركن آخر علقت أيضا مجموعة من السيوف مختلفة الأشكال والأطوال بغمد مزخرفة أيضا.. وقد زخرف إزار سقف القاعة بزخارف نباتية بينها كتابات بخط الثلث المزخرف لبعض الأبيات الشعرية والأقوال المأثورة منها هذا القول »من يعشق ينبغى ألا ينام« أما سقف هذه القاعة فمعمول من براطيم خشبية طليت بلون بنى داكن وزخرفت بزخارف هندسية.. توزعت فى هذه القاعة. مجموعة من الدواليب والخورستانات المزخرفة الواجهات وبها آنية وآباريق من الخزف والزجاج.. وتوجد أيضا صينية طعام كبيرة مستديرة من النحاس المزخرف وعليها مجموعة من السلاطين النحاسية وهى تعود إلى العصر العثمانى.. وبجوارها قطعة من الرخام الأبيض الفاخر على هيئة صينية بفجوات غائرة هى التى كانت تستعمل كقاعدة للقلل.. وهناك أيضا مجموعة من الصناديق الخشبية المطعمة بالعاج.. ولابد أن نذكر هنا أن تكدس التحف فى هذه القاعة ليس من طبيعة هذه القاعات لكن ظرف العرض المتحفى لمقتنيات المتحف لمجموعة اندورسون فرض هذا التنوع والكثافة والاحتشاد فى القاعات. رواق التصاوير والرسومات ويحفل هذا الرواق بمجموعة نادرة من التصاوير والرسومات التى تعد كل واحدة منها تحفة ثمينة فى ذاتها ويغلب عليها الأسلوب الفارسى الاسلامى فى الرسم والتلوين.. وتصور بعض مشاهد الشاهنامة "كتاب الملوك" وهى الملحمة الشعرية التى نظمها الفردوسى سنة 400هـ/ 1010م. والبعض الآخر تصاوير صيد، وتصاوير أنس وعشق.. وتصاوير احتفال وطرب وله تصاوير لمناظر برية وأزهار وطيور ويغلب على رسوم الأشخاص فيها دقة الحجم والملامح وتأنق الملبس ويبرز فيها مهارة المصور فى استخدام الألوان فألوان هذه التصاوير قوية ومنسجمة وتتوزع بين لون العقيق الفاتح والذهبى والأزرق السماوى والبنى بدرجاته مما يضفى على مشاهد اللوحات جمالا وبهجة. ولكن للأسف لقلة المعلومات عنها لا نستطيع أن نحدد إلى أي المدارس الفنية الكبرى فى بلاد فارس تنتمى هذه اللوحات وهل هى لمدارس تبريز أم شيراز أم سمرقند. وأكثر مايميز هذه اللوحات شأنها شأن لوحات الفن الفارسى وهى منظورها المسطح فلا عمق فى اللوحة وتبدو عناصرها متراكبة بعضها على بعض بشكل رأسى وأيضا تغلب الزخرفة النباتية أو النباتات المحورة والنقوش المنمنمة.. على كثير من هذه اللوحات، ومن هذه التصاوير أيضا مايظهر البلاط السلطانى وما فيه من أبهة وفخامة وعظمة وسيادة للسلطان. الحرملك والنافذة ومن هذا الرواق ندلف إلى الحرملك وهى قاعة ذات سلم منفصل تماما وأكثر مايميز هذه القاعة تلك المشربيات الكبيرة المنمقة الجميلة فى كل جهة من القاعة وهى تطل على كل جهات المنزل الداخلية والخارجية حيث تتابع من ورائها حريم الدار كل مايدور فى صحن الدار أو فى الحارات المحيطة بالدار وهذا دون أن تنكشف وجوههن على أحد من المارة الغرباء. حتى ولو حاول أحد ذلك فلن يستطيع فهذه التعاشيق الدقيقة من خشب الخرط ذات المنظر الجمالى والتى تصنع بكل مهارة وتفنن تسمح بالرؤية من داخلها ولا تسمح بالرؤية من خارجها. وهى من الحلول العبقرية التى قدمها الصانع المسلم الفنان لتتسق وظيفة النافذة مع قيد العقيدة الاسلامية التى تؤكد على ضرورة حجاب المرأة من عيون الأغراب وأيضا بشكل جمالى باهر وغير مسبوق. وأيضا هذه المشربيات تضفى نوعا من البهجة والصفاء على قاعة الحريم لما يتسلل من فتحاتها من ضوء صاف وهواء رائق هذا فضلا عن أن وجودها يكسر حالة الركود والملل التى تعايشها الحريم فى الحرملك بما يتابعنه من ورائها لأحوال الشارع. وهن »يقزقزن« النقل أو يدخن النراجيل ومما يلحظ أيضا على هذه القاعة أنها مفروشة بوسائد وثيرة وبسط منقوشة جميلة ورقيقة وتوزعت فيها بسمتيرية ملحوظة وتماثل دقيق مجموعة من الدواليب والخورستانات ورسمت على هذه الخورستانات تصاوير بالأسلوب الفارسى والتى تصور مشاهد برية بألوان مبهجة وزاهية.. وفى هذه القاعة مجموعة من المقاعد الخشبية المطعمة بالعاج والمصفحة بالزجاج المفضفض والملون وهى ماتعرف بالمقاعد السورية أو مقاعد العروسة وهذا لكونها تخصص كمقعد للعروس فى حفلة زفافها.. ونشير مرة أخرى الى أن كثافة عناصر الأثاث فى الغرف تعود لغرض العرض المتحفى لا لما كان عليه أثاث هذه القاعة فى زمانها. والسقف فى هذه القاعة معمول من براطيم مزخرفة.. وتتوزع فى هذه القاعة عدة مياخر نحاسية على هيئة قباب. وحال أن نخرج من الحرملك نجد سدة من الرخام لفتحة فى الأرضية ياسر سباق المرشد الأثرى بالمتحف والذى كان له الفضل فى توفير الكثير من المعلومات عن العناصر المعمارية والمقتنيات بالمتحف يخبرنا إن هذه سدة لسرداب سرى كان يستعمل كمهرب لأهل الدار حال تعرضهم للأخطار. فارسية وتركية و دمشقية ومن قاعة الحرملك ندخل إلى غرفة صغيرة أشبه بقمرة وهى غرفة الكتابة والخطاطة الخاصة بأندورسون وفى طريقنا إليها نمر على غرفة كانت مخصصة للقراءة والآن يستغلها المتحف كقاعة لترميم مقتنيات المتحف من السجاد والبسط والمنسوجات. ونصعد على سلم يفضى بنا إلى سطح البيت الذى كان بمثابة مقعد السيدات الصيفى لذا فعلى الرغم من أنه مكشوف إلا أنه غشيت أطرافه بمربعات كبيرة من خشب الخرط تحسبا من فضول الناظرين. وتوزعت القدور الكبيرة حول داير السطح ونلمح أحواضا لغسيل الوجه ومحار علقت عليها صنابير نحاسية لطيفة بمحابس من النحاس المشغول المفرغ.من الأشياء الجديرة بالذكر هنا هذه المزولة الشمسية التى علقت فى أحد الأركان وهى عبارة عن قطعة من الرخام الأبيض ومنحوت عليها أرقام واشارات لتحديد المواقيت. ونهبط بعض الدرجات لنصل إلى الغرفة الفارسية وهى غرفة تحتوى على أثاث مصنوع من الطراز الفارسى وهى الغرفة التى انتقاها وجهزها أندورسون لتكون غرفة نومه الخاصة وبها سرير كبير مزخرف بطريقة التطعيم بالصدف والعاج وله درابزين دائري حول السرير وهناك دولاب خشبى به عدة شمعدانات من النحاس ومشغول عليها زخارف بطريقة الرقش على المعدن وهناك مجموعة لوحات زيتية لفرسان وخيول وسرير صغير كان المرافق. ثم ننتقل إلى الغرفة التركية وهى التى بها صالون على الطراز التركى يقول ياسر سباق المرشد الأثرى بالمتحف: يرجح أن يكون هذا الصالون ملكى لأن به مقعدا كبيرا بتاج ملكى.. ومن نفائس هذه الغرفة لوحة لمحمد علي الكبير بالتصوير الزيتى مؤرخة »1806« أى بعد توليه حكم مصر بسنة واحدة فقط. وهناك لوحة زيتية أيضا للخديوى سعيد (1854 - 1867 فى وقت مبكر من شبابه يبدو فيها مثل السلاطين الأتراك بالعمامة التركية الكبيرة الداكنة والوجه المثلث الأبيض الشاحب وشارب رفيع جدا مبروم وملتو. وتوزعت فى أرجاء الغرفة مجموعة نفيسة من القوارير والفازات من زجاج بوهيميا الذى اشتهر بجودته.. وكان يهواه أعيان الشرق الاسلامى. متحف داخل متحف وفى ردهة واسعة تنفتح على قاعة كبيرة خصصت كلتاهما كمتحف للمنزل لعرض مجموعة من مقتنيات أندورسون التى تعد من نفائس مجموعته.. والتى نرى فيها مجموعة لوحات منها تلك اللوحة المرسومة بطريقة الليثوغراف وهى تصور حركة العامة الصاخبة أمام باب زويلة فى القاهرة منذ ثلاثة قرون مضت وهناك لوحات لزهور ووجوه أشخاص قام برسمها أندورسون نفسه.. وهناك تمثال للإله المصرى »باستيت« على شكل قط أسود مصنع من الحجر والمعدن وهو الإله المعروف لدى الفراعنة بإله الشر. وهناك أيضا مجموعة كبيرة من الأوانى الزجاجية.. والأوانى الخزفية النادرة ثمينة القيمة. ومن رواق فى هذه الغرفة نسير إلى الغرفة الدمشقية وهى عبارة عن غرفة مزخرفة بالكامل بزخارف نباتية وورود يغلب عليها اللون الوردى وهذه الزخارف تشمل السقف وكل الجدران حتى الأرضية. فيتوسط هذه الغرفة سرير ضخم مزخرف بنفس لون وزخارف الغرفة. وهو سرير ملكى على الطراز الدمشقى ومعظمه من الصدف والعاج.. وتوجد على وزرات السقف أبيات من قصيدة "نهج البردة" "للبوصيرى" ويقول عنها ياسر المرشد الأثرى بالمتحف إنها غرفة يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر وكان أندورسون قد اشترها من منقولات قصر قديم فى سوريا ونقلها من هناك واعاد تركيبها هنا . وعن طريق "ساباط" ممر نذهب إلى البيت الثانى وهو بيت آمنه بنت سالم الذى يفضى بنا إلى مائدة ضيوف الحرملك وهى مائدة مخصصة لطعام السيدات الأميرات اللاتى قد يكن ضيوفا على سيدات الدار وهى مائدة كبيرة تتوسطها صينية كبيرة للطعام لها مقاعد للجلوس.. بجوارها قاعة لاستقبال الأميرات والهوانم وسقف هذه الغرفة مزخرف برسومات وأشكال هندسية ومنمنمات كغلاف كتاب. وبجوار قاعة الطعام رواق المغانى وهو رواق صغير مسقوف وينفتح بتقشية بالمشربيات المنمقة دقيقة الصنع على قاعة الاحتفالات الكبرى ليتثنى للسيدات رؤية ما يدور من طرب ورقص فى هذه القاعة دون أن يلحظهن أحدا. أما قاعة الاحتفالات نفسها فى هذا المنزل فهى تعد من أفخم القاعات الموجودة ليس فى هذين البيتين فقط.. بل فى كل البيوت والقصور الاسلامية الباقية.. فهى طولها 15 مترا حسب د. رفعت موسى فى كتابه ]الوكالات والبيوت الاسلامية فى العصر العثمانى] وتنقسم إلى إيوانين عظيمين الايوان الأول على يمين الداخل يتصدره عرش هائل كأنه عرش ملكى من الخشب المنقوش والمزخرف والمطعم بالصدف والعاج وتمتد على جانبيه مصاطب ودكك بحواشى ووسائد وثيرة مكسوة بالدمستق والديباج لجلوس خاصة الأمير أما الوسط فقد كان للدور قاعة بانخفاضها النسبى عن مستوى الايوانين ويتوسطها نافورة للماء من الرخام الأبيض وأرضية القاعة كانت تحفة فى ذاتها فقد رصفت كلها برخام الخردة والرخام المعشق على هيئة تشاكيل هندسية مثل الطبق النجمة الذى يتشكل من دوائر وأشكال هندسية على شكل نجمة أما سقف الغرفة فكان بزخارف نباتية وهندسية منمقة باهرة. والايوان الثانى كان بدخلة عميقة بها غرف للاختلاء الخاص للتشاور فى أمر بعيد عن الجمع. ومن هذه الغرفة الباهرة نهبط إلى صحن الدار الذى يماثل صحن دار الكردلية ويتوسطه أيضا فسقية من الرخام، لكن مما هو جدير بالذكر أن من الغرف الموزعة على هذا الصحن غرفة الولادة وهى الغرفة التى كانت تخصص للولادة وبها عدة مقاعد خشبية كانت تستخدم لمساعدة السيدات فى الولادة.. وفى ردهة تلى باب الدخول والخروج الرئيسى وضعت مجموعة من الصور الفوتغرافية لما كان عليه البيتان قبل الترميم والمراحل المختلفة لترميمها نلمس بقوة من خلال هذه الصور الجهد الذى بذل لترميم هذين البيتين فى بداية القرن منزل السحيمي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|